KAWALIAN DI TATAR SUNDA

Buat Muslim

أسلم تسلم

Buat Non Muslim

السلام على من اتبع الهدى

Sabtu, 13 Februari 2016

FATAHIYYAH

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين . اما بعد :
فعلم البيان هو علم يعرف به تأدية المعنى الواحد المدلول عليه بكلام مطابق لمقتضى الحال بطرق مختلفة فى ايضاح الدلالة عليه بان يكون بعض الطرق واضح الدلالة وبعضها اوضح المعنى الواحد كمعنى قولنا زيد جواد وتأديته بطرق مختلفة بان تقول زيد كالبحر فى الكرم وزيد كالبحر وزيد بحر ورايت بحرا فالأول على طريق التشبيه المرسل المفصل والثانى على طريق التشبيه المرسل المجمل والثالث على طريق التشبيه البليغ والرابع على طريق المجاز بالإستعارة التصريحية . وينحصر علم البيان فى ثلاثة ابواب وهى باب التشبيه وباب المجاز وباب الكناية .
{ باب التشبيه }
وهو الإتيان بما يدل على مشاركة امر لأمر فى معنى بآلة مخصوصة ملفوظة او مقدرة الأمر الاول هو المشبة والأمر الثانى هو المشبة به والمعنى هو وجه الشبة والآلة كالكاف وكشبية ويحاكى وغيرها . واركانه اربعة : مشبة ومشبة به ووجه واداة  . نحو زيد كأسد فى الشجاعة فزيد مشبه والأسد مشبه به والكاف اداة التشبيه والشجاعة وجه الشبة وهو معنى جامع بين المشبة والمشبه به اى معنى يوجد فيهما .
وتنقسم التشبيه الى اقسام منها التشبيه المرسل المفصل وهو ما ذكر فيه المشبه والمشبه به والوجه والأداة نحو زيد كأسد فى الشجاعة , ومنها التشبيه المرسل المجمل وهو ما ذكر فيه المشبه والمشبه به واداة التشبيه وحذف منه الوجه نحو زيد  كأسد , ومنها التشبيه البليغ وهو ما ذكر فيه المشبه به وحذف منه اداة التشبه والوجه نحو زيد اسد وبقية اقسام التشبيه فى المطولات .

{ باب المجاز }
المجاز المفرد هو كلمة مستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وهو ينقسم الى مجاز مفرد مرسل والى مجاز مفرد بالإستعارة فالمجاز المفرد المرسل هو كلمة مستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة غير المشاهدة .
وعلاقات المجاز المرسل كثيرة منها الجزئية اي كون اللفظ معناه جزء للمنقول اليه نحو قوله تعالى لك رقبة فلفظ رقبة مجاز مفرد مرسل علاقته الجزئية . وتقريره اطلق الرقبة الذى هو الجزء واريد به جميع البدن الذى هو الكل مجازا مرسلا من اطلاق الجزء وارادة الكل ومنها الكلية اى كون اللفظ معناه كل للمنقول اليه نحو قوله يجعلون اصابعهم فى آذانهم فلفظ الأصابع مجاز مرسل علاقته الكلية وتقريره اطلق الأصابع الذى هو الكل واريد به الأنامل الذى هو الجزء مجازا مرسلا من اطلاق الكل وارادة الجزء . ومنها الحاليه اى كون اللفظ معناه الحال واريد به المحل نحو قوله تعالى خذوا زينتكم فلفظ الزينة مجاز مرسل علاقته الحالية وتقريره اطلق الزينة الذى هو الحال وارادة به الثواب الذى هو المحل مجازا مرسلا من اطلاق الحال واريد به المحل .  ومنها المحلية اى كون اللفظ معناه المحل واريد به الحال نحو قوله تعالى عند كل مسجد . فلفظ المسجد مجاز مرسل علاقته المحلية وتقريره اطلق المسجد الذى هو المحل واريد به الصلاة الذى هو الحال مجازا مرسلا من اطلاق المحل واريد به الحال . وبقية علاقة المجاز المرسل فى المطولات .
واما المجاز المفرد بالإستعارة فهو كلمة مستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة المشابهة . مثاله قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم . فلفظ الصراط مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية اذ اصل معنى الصراط الطريق الواسع واريد به دين الإسلام على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية وتقريره شبه دين الإسلام بالصراط بجامع ان كلا منهما موصل للمقصود وذكر فيه المشبه به وهو الصراط وحذف المشبه وهو دين الإسلام على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية .
ومثاله ايضا قولنا رأيت اسدا . فلفظ اسدا مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية اذ اصل معنى الأسد الحيوان المفترس واريد به رجل شجاع على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية وتقريره شبه الرجل الشجاع  بالأسد بجامع الشجاعة فى كل وذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية .
ومثاله ايضا قولنا رأيت الشمس . فلفظ الشمس مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية اذ اصل معنى الشمس كوكب نهاري يضيئ الآفاق واريد به رجل عالم على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية وتقريره شبه الرجل العالم  بالشمس بجامع الإضاءة فى كل وذكر المشبه به وهو الشمس وحذف المشبه وهو الرجل العالم على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية . وهذه المذكورة أمثلة للإستعارة الأصلية , وضابطها ان كل استعارة جرت فى اللفظ الجامد فهي إستعارة أصلية .
اما الإستعارة التبعية فقد تكون فى الفعل وقد تكون فى المشتق وقد تكون فى الجامد المؤول بالمشتق او تكون فى الحرف وضابطها ان كل استعارة جرت فى اللفظ المذكور فى تركيب الكلام بعد جريانها فى مصدره ان كان اللفظ المستعار فعلا او مشتقا او جامدا مؤولا بالمشتق او بعد جريانها فى متعلق معنى الحرف ان كان اللفظ المستعار حرفا فهي استعارة تبعية .
مثال الفعل قولنا نطقت الحال بكذا فلفظ نطقت مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية التبعية اذ اصل معنى النطق التلفظ واريد به الدلالة على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحة التبعية فى الفعل وتقريره شبه الدلالة بالنطق بجامع الإيضاح فى كل ذكر المشبه به وهو النطق وحذف المشبة وهو الدلالة ثم اشتق من النطق بمعنى الدلالة نطقت بمعنى دلت على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية التبعية فى الفعل .
ومثال المشتق قولنا الحال ناطقة بكذا فلفظ ناطقة مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية التبعية اذ اصل معنى النطق التلفظ كما تقدم واريد به الدلالة على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية فى المشتق وتقريره شبه الدلالة بالنطق بجامع الإيضاح فى كل ذكر المشبه به وهو النطق وحذف المشبة وهو الدلالة ثم اشتق من النطق بمعنى الدلالة ثم اشتق من النطق بمعنى الدلالة ناطقة بمعنى دالة على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية التبعية فى المشتق .
ومثال المصغر وهو من الجامد المؤول بالمشتق قولنا جاء رجيل اصل معنى رجيل رجل صغير ثم اريد به رجل كبير يتعاطى ما لا يليق به على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية وتقريره شبه تعاطى ما لا يليق بالصغر بجامع الخسة فى كل ذكر المشبه به وهو الصغر وحذف المشبه وهو تعاطى ما لا يليق ثم اشتق من الصغر بمعنى تعاطى ما لا يليق صغير بمعنى رجل كبير يتعاطى ما لا يليق وجعل لفط رجيل مكان لفظ صغير على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية فى المؤول بالمشتق .
ومثال المنسوب وهو من الجامد المؤول بالمشتق ايضا قولنا جاء قريش اصل معنى قريشى رجل منتسب الى قوم قريش تم اريد به رجل منتسب الى قوم قريش ثم اريد به رجل متخلق بأخلاق قريش على سبيل المجاز الإستعارة التصريحية التبعية وتقريره شبه التخلق بأخلاق قريش بالأنتساب الى قريش بجامع علو الرتبة فى كل . ذكر المشبة به وهو الإنتساب الى قريش وحذف المشبه وهو التخلق بأخلاق قريش ثم اشتق من الإنتساب بمعنى التخلق منتسب بمعنى متخلق وجعل لفظ قريش مكان لفظ منتسب على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية فى المؤول بالمشتق .
ومثال الحرف قوله تعالى لأصلبنكم فى جذوع النخل . اصل معنى فى الإرتباط على وجه الظرفية ثم اريد به الإرتباط على وجه الإستعلاء على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية وتقريره شبه الإرتباط على وجه الإستعلاء بالإرتباط على وجه الظرفية بجامع شدة التعلق فى كل وذكر المشبه به وهو الإرتباط على وجه الظرفية وحذف المشبه وهو الإرتباط على وجه الإستعلاء فسرى التشبيه من الكليات الى الجزئيات فتستعار كلمة فى الموضوعة لجزئي من جزئيات المشبه به لجزئي من جزئيات المشبه على سبيل المجاز بالإستعارة التبعية فى الحرف . وهذه الأمثلة المذكورة تكون للإستعارة المصرحة . وضابطها كل ما ذكر فيه المشبه به وحذف المشبه فهو استعارة مصرحة .
واما الإستعارة المكنية فضابطها ان كل ما ذكر فيه المشبه وحذف المشبه به فهو استعارة مكنية مثالها انشبت المنية اظفارها بفلان تقريرها شبهت المنية بالسبع بجامع الإهلاك فى كل وذكر المشبه وهو المنية وحذف المشبه به وهو السبع ورمز اليه بشيئ من لوازم المشبه به وهو الأظفار على سبيل المجاز بالإستعارة المكنية واثبات الأظفار الى المنية مجاز عقلي وهو اسناد الشيئ لغيره من هوله وضبط العلامة السمرقندى الإستعارة المكنية بقوله اذا شبه امر بأمر آخر من غير تصريح بشيئ من اركان التشبيه سوى المشبه ودل عليه بذكر ما يلائم المشبه به كان هناك استعارة بالمكنية يعنى انك اذا قلت انشبت المنية اظفارها بفلان فالمنية مشبه وهو مذكور فى الكلام والسبع مشبه به وهو محذوف من الكلام كالأداة والوجه ويذكر فيه الأظفار وهي شيئ يناسب السبع الذى هو المشبه به واسناد الأظفار الى المنية مجاز عقلي وهو كما تقدم اسناد الشيئ لغير من هو له اذ حقيقة الإسناد ان تقال اظفار السبع لااظفار المنية .
ثم الإستعارة تنقسم الى ثلاثة اقسام مرشحة ومجردة ومطلقة فالمرشحة هو كل استعارة قرنت بما يلائم المشبه به نحو رايت اسدا له لبد اظفاره لم تقلم . وتقرير المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المرشحة فى لفظ الأسد ان تقول شبه الرجل الشجاع بالأسد بجامع الشجاعة فى كل وذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وجرت الإستعارة فى اللفظ الجامد وقرنت بما يلائم المشبه به وهو له لبد اظفاره لم تقلم على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المرشحة .
والمجردة هو كل استعارة قرنت بما يلائم المشبه نحو رايت اسد شاكى السلاح . وتقرير المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المجردة فى لفظ الأسد ان تقول شبه الرجل الشجاع بالأسد بجامع الشجاعة فى كل ذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وجرت الإستعارة فى اللفظ الجامد وقرنت بما يلائم المشبه وهو شاكى السلاح عىل سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المجردة .
والمطلقة هو كل استعارة لم تقترن بما يلائم شيئا من المستعار منه والمستعار له نحو رايت اسدا وتقرير المجاز بالإستعارو التصريحية الأصلية المطلقة فى لفظ الأسد ان تقول شبه الرجل الشحاع بالاسد بجامع الشجاعة فى كل ذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وجرت الإستعارة فى اللفظ الجامد ولم تقترن بما يلائم شيئا من المستعار منه والمستعار له على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المطلقة .
وابلغ هذه الإستعارات الثلاثة هو استعارة مرشحة كما قال فى جوهر المكنون ابلغها الترشيخ لابتنائه على تناسب الشبه وانتفائه .
{ فصل }
المجاز المركب هو المركب المستعمل فى غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وهو ينقسم الى قسمين الى مجاز مركب غير استعارة والى مجاز مركب بالإستعارة التمثيلية فالأول هو المركب المستعمل فى غري ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة غير المشابهة كالملزومية فى قول الشاعر :
هواي مع الركب اليمانين مصعد         جنيب وجثمـــــــانى بمكة موثق
قال الدسوقى فان هذا المركب موضوع للأخبار بكون هواه اي مهوية ومحبوبة مصعدا اى مبعدا مع الركب اليمانين وجسمه موثق ومقيد بمكة لكن ذلك المركب لم يستعمل فى ذلك المعنى بل الغرض منه اظهار التحسر والتحزن على مفارقة المحبوب اللازم ذلك للإخبار بذلك لأن الإخبار بوقوع شيئ مكروه يلزم اظهار التحسر والتحزن فالعلاقة الملزومة فقد صدق على ذلك المركب انه نقل لغيرما وضع له لعلاقة غير المشابهة فلا يكون حقيقة ولا استعارة تمثيلية فتعين ان يكون مجازا مرسلا تركيبيا وهذا مما اهمل القوم التعرض له ولم يظهر لاهمالهم وجه .
واما الثانى فهو المركب المستعمل فى غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة المشابهة نحو انى اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى هذا مثل يضرب لمن يتردد فى امر فتارة يقدم عليه وتارة يحجم عنه وتقرير الإستعارة ان تقول شبهت هيئة من يتردد فى الإقدام على الفعل والإحجام عنه بهيئة من يقدم رجلا ويؤخر لا مقتحم . عنه  وتقرير لإستعارة ان تقول شبهت هيئة من تبردد فى الإقدام على الفعل والإجحام عنه بهيئة من يقدم رجلا ويؤخر اخرى بجامع مطلق التردد فى كل واستعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على طريق المجاز المركب بالإستعارة التمثيلية . ونحو الصيف ضيعت اللبن هذا مثل يضرب لمن فرط فى تحصيل شيئ فى زمان يمكن تحصيله فيه وتقرير الإستعارة ان تقول شبهت هيئة من فرط فى تحصيل شيئ فى زمان يمكن فيه ثم طلبه بهيئة امرأة كان متزوجة بشيخ وكان عنده لبن فطلبت منه الطلاق فى زمان الصيف وتزوجت بشاب ليس عنده لبن ثم طلبت من الشيخ لبنا بجامع التفريط فى زمان الإمكان ثم الطلب فى غيره واستعير التركيب الدال على المشبة به للمشبة على طريق المجاز المركب بالإستعارة التمثيلية . ونحو احشفا وسؤكيلة وهذا مثال يضرب لمن يظلم من وجهين وتقرير الإستعارة ان تقول شبهت هيئة من يظلم من وجهين بهيئة من يشترى تمرا من آخر وقبضه فاذا هو حشف ومع ذلك كان البائع يطفف المكيال بجامع حصول المظلمة من وجهين فى كل واستعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على طريق المجاز بالإستعارة التمثيلية مثل عربي .
{ فصل }
من جملة ما يسمى مجازا نوع آخر غير ما تقدم وهو كل كلمة تغير اعرابها بسبب حذف لفظها منها او بسبب زيادتها مثال الأول قوله فاسئل القرية ومثال الثانى قوله ليس كمثله شئ اي ليس مثله شيئ ثم الحذف والزيادة يصدق كل منهما على الإسم والحرف مثال حذف الإسم ما تقدم ومثال زيادة قوله ادخلوا آل فرعون اشد العذاب فالمراد فرعون نفسه ولفظ آل زائد ومثال زيادة الحرف ما تقدم ومثال حذفه قوله تالله تفتؤ تذكر يوسف اى لا تفتؤ .
{ باب الكناية }
وهو لفظ اريد به لازم معناه مع جواز ارادة ذلك المعنى اى لفظ مستعمل فى لازم معناه مع جواز ارادة المعنى الموضوع له وذلك نحو زيد طويل النجاد فان المراد لازم معنى طويل النجاد وهو طويل القيامة ويجوز مع ذلك ارادة طويل النجاد الذى هو المعنى الموضوع له وبهذا فارقت المجاز لانه لابد من كون القرينة فيه مانعة عن ارادة المعنى الحقيقى نحو رايت اسدا فى الحمام ففى الحمام قرينة مانعة عن ارادة المعنى الحقيقى وهو الحيوان المفترس .
تم هذا الجمع بعون الله وقوته ضحوة يوم الثلاثاء الذى هو السابع والعشرون
من الشوال سنه ١٣٥٧ وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين
الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين . اما بعد :
فعلم البيان هو علم يعرف به تأدية المعنى الواحد المدلول عليه بكلام مطابق لمقتضى الحال بطرق مختلفة فى ايضاح الدلالة عليه بان يكون بعض الطرق واضح الدلالة وبعضها اوضح المعنى الواحد كمعنى قولنا زيد جواد وتأديته بطرق مختلفة بان تقول زيد كالبحر فى الكرم وزيد كالبحر وزيد بحر ورايت بحرا فالأول على طريق التشبيه المرسل المفصل والثانى على طريق التشبيه المرسل المجمل والثالث على طريق التشبيه البليغ والرابع على طريق المجاز بالإستعارة التصريحية . وينحصر علم البيان فى ثلاثة ابواب وهى باب التشبيه وباب المجاز وباب الكناية .
{ باب التشبيه }
وهو الإتيان بما يدل على مشاركة امر لأمر فى معنى بآلة مخصوصة ملفوظة او مقدرة الأمر الاول هو المشبة والأمر الثانى هو المشبة به والمعنى هو وجه الشبة والآلة كالكاف وكشبية ويحاكى وغيرها . واركانه اربعة : مشبة ومشبة به ووجه واداة  . نحو زيد كأسد فى الشجاعة فزيد مشبه والأسد مشبه به والكاف اداة التشبيه والشجاعة وجه الشبة وهو معنى جامع بين المشبة والمشبه به اى معنى يوجد فيهما .
وتنقسم التشبيه الى اقسام منها التشبيه المرسل المفصل وهو ما ذكر فيه المشبه والمشبه به والوجه والأداة نحو زيد كأسد فى الشجاعة , ومنها التشبيه المرسل المجمل وهو ما ذكر فيه المشبه والمشبه به واداة التشبيه وحذف منه الوجه نحو زيد  كأسد , ومنها التشبيه البليغ وهو ما ذكر فيه المشبه به وحذف منه اداة التشبه والوجه نحو زيد اسد وبقية اقسام التشبيه فى المطولات .

{ باب المجاز }
المجاز المفرد هو كلمة مستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وهو ينقسم الى مجاز مفرد مرسل والى مجاز مفرد بالإستعارة فالمجاز المفرد المرسل هو كلمة مستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة غير المشاهدة .
وعلاقات المجاز المرسل كثيرة منها الجزئية اي كون اللفظ معناه جزء للمنقول اليه نحو قوله تعالى لك رقبة فلفظ رقبة مجاز مفرد مرسل علاقته الجزئية . وتقريره اطلق الرقبة الذى هو الجزء واريد به جميع البدن الذى هو الكل مجازا مرسلا من اطلاق الجزء وارادة الكل ومنها الكلية اى كون اللفظ معناه كل للمنقول اليه نحو قوله يجعلون اصابعهم فى آذانهم فلفظ الأصابع مجاز مرسل علاقته الكلية وتقريره اطلق الأصابع الذى هو الكل واريد به الأنامل الذى هو الجزء مجازا مرسلا من اطلاق الكل وارادة الجزء . ومنها الحاليه اى كون اللفظ معناه الحال واريد به المحل نحو قوله تعالى خذوا زينتكم فلفظ الزينة مجاز مرسل علاقته الحالية وتقريره اطلق الزينة الذى هو الحال وارادة به الثواب الذى هو المحل مجازا مرسلا من اطلاق الحال واريد به المحل .  ومنها المحلية اى كون اللفظ معناه المحل واريد به الحال نحو قوله تعالى عند كل مسجد . فلفظ المسجد مجاز مرسل علاقته المحلية وتقريره اطلق المسجد الذى هو المحل واريد به الصلاة الذى هو الحال مجازا مرسلا من اطلاق المحل واريد به الحال . وبقية علاقة المجاز المرسل فى المطولات .
واما المجاز المفرد بالإستعارة فهو كلمة مستعملة فى غير ما وضعت له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة المشابهة . مثاله قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم . فلفظ الصراط مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية اذ اصل معنى الصراط الطريق الواسع واريد به دين الإسلام على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية وتقريره شبه دين الإسلام بالصراط بجامع ان كلا منهما موصل للمقصود وذكر فيه المشبه به وهو الصراط وحذف المشبه وهو دين الإسلام على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية .
ومثاله ايضا قولنا رأيت اسدا . فلفظ اسدا مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية اذ اصل معنى الأسد الحيوان المفترس واريد به رجل شجاع على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية وتقريره شبه الرجل الشجاع  بالأسد بجامع الشجاعة فى كل وذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية .
ومثاله ايضا قولنا رأيت الشمس . فلفظ الشمس مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية اذ اصل معنى الشمس كوكب نهاري يضيئ الآفاق واريد به رجل عالم على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية وتقريره شبه الرجل العالم  بالشمس بجامع الإضاءة فى كل وذكر المشبه به وهو الشمس وحذف المشبه وهو الرجل العالم على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية . وهذه المذكورة أمثلة للإستعارة الأصلية , وضابطها ان كل استعارة جرت فى اللفظ الجامد فهي إستعارة أصلية .
اما الإستعارة التبعية فقد تكون فى الفعل وقد تكون فى المشتق وقد تكون فى الجامد المؤول بالمشتق او تكون فى الحرف وضابطها ان كل استعارة جرت فى اللفظ المذكور فى تركيب الكلام بعد جريانها فى مصدره ان كان اللفظ المستعار فعلا او مشتقا او جامدا مؤولا بالمشتق او بعد جريانها فى متعلق معنى الحرف ان كان اللفظ المستعار حرفا فهي استعارة تبعية .
مثال الفعل قولنا نطقت الحال بكذا فلفظ نطقت مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية التبعية اذ اصل معنى النطق التلفظ واريد به الدلالة على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحة التبعية فى الفعل وتقريره شبه الدلالة بالنطق بجامع الإيضاح فى كل ذكر المشبه به وهو النطق وحذف المشبة وهو الدلالة ثم اشتق من النطق بمعنى الدلالة نطقت بمعنى دلت على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية التبعية فى الفعل .
ومثال المشتق قولنا الحال ناطقة بكذا فلفظ ناطقة مجاز مفرد بالإستعارة التصريحية التبعية اذ اصل معنى النطق التلفظ كما تقدم واريد به الدلالة على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية فى المشتق وتقريره شبه الدلالة بالنطق بجامع الإيضاح فى كل ذكر المشبه به وهو النطق وحذف المشبة وهو الدلالة ثم اشتق من النطق بمعنى الدلالة ثم اشتق من النطق بمعنى الدلالة ناطقة بمعنى دالة على سبيل المجاز المفرد بالإستعارة التصريحية التبعية فى المشتق .
ومثال المصغر وهو من الجامد المؤول بالمشتق قولنا جاء رجيل اصل معنى رجيل رجل صغير ثم اريد به رجل كبير يتعاطى ما لا يليق به على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية وتقريره شبه تعاطى ما لا يليق بالصغر بجامع الخسة فى كل ذكر المشبه به وهو الصغر وحذف المشبه وهو تعاطى ما لا يليق ثم اشتق من الصغر بمعنى تعاطى ما لا يليق صغير بمعنى رجل كبير يتعاطى ما لا يليق وجعل لفط رجيل مكان لفظ صغير على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية فى المؤول بالمشتق .
ومثال المنسوب وهو من الجامد المؤول بالمشتق ايضا قولنا جاء قريش اصل معنى قريشى رجل منتسب الى قوم قريش تم اريد به رجل منتسب الى قوم قريش ثم اريد به رجل متخلق بأخلاق قريش على سبيل المجاز الإستعارة التصريحية التبعية وتقريره شبه التخلق بأخلاق قريش بالأنتساب الى قريش بجامع علو الرتبة فى كل . ذكر المشبة به وهو الإنتساب الى قريش وحذف المشبه وهو التخلق بأخلاق قريش ثم اشتق من الإنتساب بمعنى التخلق منتسب بمعنى متخلق وجعل لفظ قريش مكان لفظ منتسب على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية فى المؤول بالمشتق .
ومثال الحرف قوله تعالى لأصلبنكم فى جذوع النخل . اصل معنى فى الإرتباط على وجه الظرفية ثم اريد به الإرتباط على وجه الإستعلاء على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية التبعية وتقريره شبه الإرتباط على وجه الإستعلاء بالإرتباط على وجه الظرفية بجامع شدة التعلق فى كل وذكر المشبه به وهو الإرتباط على وجه الظرفية وحذف المشبه وهو الإرتباط على وجه الإستعلاء فسرى التشبيه من الكليات الى الجزئيات فتستعار كلمة فى الموضوعة لجزئي من جزئيات المشبه به لجزئي من جزئيات المشبه على سبيل المجاز بالإستعارة التبعية فى الحرف . وهذه الأمثلة المذكورة تكون للإستعارة المصرحة . وضابطها كل ما ذكر فيه المشبه به وحذف المشبه فهو استعارة مصرحة .
واما الإستعارة المكنية فضابطها ان كل ما ذكر فيه المشبه وحذف المشبه به فهو استعارة مكنية مثالها انشبت المنية اظفارها بفلان تقريرها شبهت المنية بالسبع بجامع الإهلاك فى كل وذكر المشبه وهو المنية وحذف المشبه به وهو السبع ورمز اليه بشيئ من لوازم المشبه به وهو الأظفار على سبيل المجاز بالإستعارة المكنية واثبات الأظفار الى المنية مجاز عقلي وهو اسناد الشيئ لغيره من هوله وضبط العلامة السمرقندى الإستعارة المكنية بقوله اذا شبه امر بأمر آخر من غير تصريح بشيئ من اركان التشبيه سوى المشبه ودل عليه بذكر ما يلائم المشبه به كان هناك استعارة بالمكنية يعنى انك اذا قلت انشبت المنية اظفارها بفلان فالمنية مشبه وهو مذكور فى الكلام والسبع مشبه به وهو محذوف من الكلام كالأداة والوجه ويذكر فيه الأظفار وهي شيئ يناسب السبع الذى هو المشبه به واسناد الأظفار الى المنية مجاز عقلي وهو كما تقدم اسناد الشيئ لغير من هو له اذ حقيقة الإسناد ان تقال اظفار السبع لااظفار المنية .
ثم الإستعارة تنقسم الى ثلاثة اقسام مرشحة ومجردة ومطلقة فالمرشحة هو كل استعارة قرنت بما يلائم المشبه به نحو رايت اسدا له لبد اظفاره لم تقلم . وتقرير المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المرشحة فى لفظ الأسد ان تقول شبه الرجل الشجاع بالأسد بجامع الشجاعة فى كل وذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وجرت الإستعارة فى اللفظ الجامد وقرنت بما يلائم المشبه به وهو له لبد اظفاره لم تقلم على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المرشحة .
والمجردة هو كل استعارة قرنت بما يلائم المشبه نحو رايت اسد شاكى السلاح . وتقرير المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المجردة فى لفظ الأسد ان تقول شبه الرجل الشجاع بالأسد بجامع الشجاعة فى كل ذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وجرت الإستعارة فى اللفظ الجامد وقرنت بما يلائم المشبه وهو شاكى السلاح عىل سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المجردة .
والمطلقة هو كل استعارة لم تقترن بما يلائم شيئا من المستعار منه والمستعار له نحو رايت اسدا وتقرير المجاز بالإستعارو التصريحية الأصلية المطلقة فى لفظ الأسد ان تقول شبه الرجل الشحاع بالاسد بجامع الشجاعة فى كل ذكر المشبه به وهو الأسد وحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وجرت الإستعارة فى اللفظ الجامد ولم تقترن بما يلائم شيئا من المستعار منه والمستعار له على سبيل المجاز بالإستعارة التصريحية الأصلية المطلقة .
وابلغ هذه الإستعارات الثلاثة هو استعارة مرشحة كما قال فى جوهر المكنون ابلغها الترشيخ لابتنائه على تناسب الشبه وانتفائه .
{ فصل }
المجاز المركب هو المركب المستعمل فى غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وهو ينقسم الى قسمين الى مجاز مركب غير استعارة والى مجاز مركب بالإستعارة التمثيلية فالأول هو المركب المستعمل فى غري ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة غير المشابهة كالملزومية فى قول الشاعر :
هواي مع الركب اليمانين مصعد         جنيب وجثمـــــــانى بمكة موثق
قال الدسوقى فان هذا المركب موضوع للأخبار بكون هواه اي مهوية ومحبوبة مصعدا اى مبعدا مع الركب اليمانين وجسمه موثق ومقيد بمكة لكن ذلك المركب لم يستعمل فى ذلك المعنى بل الغرض منه اظهار التحسر والتحزن على مفارقة المحبوب اللازم ذلك للإخبار بذلك لأن الإخبار بوقوع شيئ مكروه يلزم اظهار التحسر والتحزن فالعلاقة الملزومة فقد صدق على ذلك المركب انه نقل لغيرما وضع له لعلاقة غير المشابهة فلا يكون حقيقة ولا استعارة تمثيلية فتعين ان يكون مجازا مرسلا تركيبيا وهذا مما اهمل القوم التعرض له ولم يظهر لاهمالهم وجه .
واما الثانى فهو المركب المستعمل فى غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة عن ارادته وكانت تلك العلاقة المشابهة نحو انى اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى هذا مثل يضرب لمن يتردد فى امر فتارة يقدم عليه وتارة يحجم عنه وتقرير الإستعارة ان تقول شبهت هيئة من يتردد فى الإقدام على الفعل والإحجام عنه بهيئة من يقدم رجلا ويؤخر لا مقتحم . عنه  وتقرير لإستعارة ان تقول شبهت هيئة من تبردد فى الإقدام على الفعل والإجحام عنه بهيئة من يقدم رجلا ويؤخر اخرى بجامع مطلق التردد فى كل واستعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على طريق المجاز المركب بالإستعارة التمثيلية . ونحو الصيف ضيعت اللبن هذا مثل يضرب لمن فرط فى تحصيل شيئ فى زمان يمكن تحصيله فيه وتقرير الإستعارة ان تقول شبهت هيئة من فرط فى تحصيل شيئ فى زمان يمكن فيه ثم طلبه بهيئة امرأة كان متزوجة بشيخ وكان عنده لبن فطلبت منه الطلاق فى زمان الصيف وتزوجت بشاب ليس عنده لبن ثم طلبت من الشيخ لبنا بجامع التفريط فى زمان الإمكان ثم الطلب فى غيره واستعير التركيب الدال على المشبة به للمشبة على طريق المجاز المركب بالإستعارة التمثيلية . ونحو احشفا وسؤكيلة وهذا مثال يضرب لمن يظلم من وجهين وتقرير الإستعارة ان تقول شبهت هيئة من يظلم من وجهين بهيئة من يشترى تمرا من آخر وقبضه فاذا هو حشف ومع ذلك كان البائع يطفف المكيال بجامع حصول المظلمة من وجهين فى كل واستعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على طريق المجاز بالإستعارة التمثيلية مثل عربي .
{ فصل }
من جملة ما يسمى مجازا نوع آخر غير ما تقدم وهو كل كلمة تغير اعرابها بسبب حذف لفظها منها او بسبب زيادتها مثال الأول قوله فاسئل القرية ومثال الثانى قوله ليس كمثله شئ اي ليس مثله شيئ ثم الحذف والزيادة يصدق كل منهما على الإسم والحرف مثال حذف الإسم ما تقدم ومثال زيادة قوله ادخلوا آل فرعون اشد العذاب فالمراد فرعون نفسه ولفظ آل زائد ومثال زيادة الحرف ما تقدم ومثال حذفه قوله تالله تفتؤ تذكر يوسف اى لا تفتؤ .
{ باب الكناية }
وهو لفظ اريد به لازم معناه مع جواز ارادة ذلك المعنى اى لفظ مستعمل فى لازم معناه مع جواز ارادة المعنى الموضوع له وذلك نحو زيد طويل النجاد فان المراد لازم معنى طويل النجاد وهو طويل القيامة ويجوز مع ذلك ارادة طويل النجاد الذى هو المعنى الموضوع له وبهذا فارقت المجاز لانه لابد من كون القرينة فيه مانعة عن ارادة المعنى الحقيقى نحو رايت اسدا فى الحمام ففى الحمام قرينة مانعة عن ارادة المعنى الحقيقى وهو الحيوان المفترس .
تم هذا الجمع بعون الله وقوته ضحوة يوم الثلاثاء الذى هو السابع والعشرون
من الشوال سنه ١٣٥٧ وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين
الحمد لله رب العالمين

1 komentar :